جديد 📁 ⴰⵎⴰⵢⵏⵓ

رشيد أدومز: أخطاء شائعة في الكتابة بتيفيناغ.

أخطاء شائعة في الكتابة بتيفيناغ

أضحى الناس، في الآونة الأخيرة، يلتفتون إلى لغتهم، ويكتبونها بحرفها الأصلي والعريق، حرف تيفيناغ (ⵜⵉⴼⵉⵏⴰⵖ)، وهذا أمر محمود ومرجو، إلا أن كِتْبَتَهم تلك، لا تخلو من أخطاء في الإملاء والمعنى على حد سواء، ذلك أن اللغة الأمازيغية مستقلة في الدِّلالة والرسم.

مرحبا بك عزيزي الزائر عزيزتي الزائرة، إذا كانت هذه أول زيارة لك لموقع أسلمد التعليمي-التربوي فلا تبخل علينا بتعليقك أو ملاحظة تخص المحتوي المقدم أو كلمة شكر..

     لذا، كان من الواجب والضروري أن ننبه على هذه الأخطاء، ونبين الوجه الصحيح من ذلك. وفي الفقرات التالية، بيان لبعض تلك الأخطاء، وتصويبات لها.

1. أخطاء في الإملاء

    يبادر كثير من الناس، كما سبقت الإشارة، إلى الكتابة بحرف تيفيناغ (ⵜⵉⴼⵉⵏⴰⵖ)، وذلك في مناسبات شتى، مثل مناسبة الاحتفال برأس السنة الأمازيغية، إيض-سـﮕاس (ⵉⴹ-ⵙⴳⴳⵯⴰⵙ)، أو إيض-ينَّاير (ⵉⴹ-ⵢⵏⵏⴰⵢⵔ). لكن التعبير باحتفالاتهم هاته، كتابةً، لا تفتأ تتخللها أخطاء إملائية، وجب التنبيه عليها، ومن هذه الأخطاء: - سوء استعمال الحرف غير المنطوق (): هذا الحرف يستعمل كأنه مرادف للحرف (e) باللغة الفرنسية، وهذا خطأ؛ إذ إنَّ وظيفة هذا الحرف هي التفريق بين بعض الحروف التي قد تُشْكِل في القراءة. ولما كان المثال يوضح المقال؛ فإنني سأوضح الأمر بأمثلة:

    المثال الأول: كلمة (ⵣⵎⵎⴻⵎ) والتي تعني (كَتَبَ)؛ لو لم نجعل حرف () بين تلك الميمات؛ لوقع إشكال في نطق الكلمة، فوضع ذلك الحرف؛ لنعلم أن الحرف الأول مشدَّد (ⵎⵎ)، وأن الثاني () ساكن.

    المثال الثاني: كلمة (ⵜⵉⵍⴻⵍⵍⵉ) والتي تعني (الحُرِّيَّة)، ومثلها مثل الكلمة (ⵣⵎⵎⴻⵎ)؛ إذ فُرِّق بين تلك الحروف الثلاثة المتشابهة المتتابعة؛ ليكون الأول ساكنا ()، والثاني مشددا (ⵍⵍ). فالقاعدة، في هذا الحرف إذن، أنه يُفَرق بين بعض الحروف المُشْكِلة في النطق، والتي تكون متشابهة، ومتتابعة.

- الخطأ في تشديد الحرف:

    لا يعرف كثير ممن يكتب بتيفيناغ أن الشدة في اللغة الأمازيغية هي تكرار نفس الحرف مرتين، (ⵣⵣ)، (ⴷⴷ)، (ⴳⴳ)...؛ فتجدهم يكتبون (ⴰⵙⴳⵯⴰⵙ)، أو (ⴰⵏⴰⵎⴰⵔ)، أو(ⴰⵢⵓⵣ)...

- عدم التمييز بين بعض الحروف:

    يُظن أن () هو نفسه (ⴳⵯ)، وأن () هو نفسه (ⴽⵯ)، وأن () هو نفسه ()… والحقيقة أن بينها فرقاً، في الرسم، كما هو مبين، وفي النطق ومخرج الحرف كذلك؛ فالذي يحمل علامة ()، مثلاً، يكون مُفخَّما على المجرد منها. كما أن كل حرف من هذه الحروف مستقل بذاته، ويغير في المعنى.

- الكتابة على منوال لغات أخرى:

    يظن بعض هؤلاء الكتاب الجدد أن اللغة الأمازيغية تفتقر إلى بعض الحروف؛ فيستنسخون طرق الكتابة من بعض اللغات، خاصة اللغة الفرنسية؛ فيكتبون الطاء () تاء ()، كما في كلمة (ⴼⴰⵜⵉⵎⴰ)، والصواب أن تكتب هكذا (ⴼⴰⵟⵉⵎⴰ)، كما يكتبون الياء () ألفاً مكسورة ()، أو حرف الألف () عيناً ()؛ فيكتبون، على إثر ذلك، عائشة هكذا (ⴰⵉⵛⴰ)، والحق أن تكتب هكذا (ⵄⴰⵉⵛⴰ)، أو (ⵄⵉⵛⴰ)، وهلم جرا...

- أخطاء في الفصل بين الكلمات والحروف:

    أحيانا، يكون الكاتب ملما بحروف الأمازيغية، وطرق إستعمالها، لكنه، في أثناء الكتابة، يرتبط أخطاء في التفريق والفصل بين الكلمات والأفعال والروابط؛ فيكتب، مثلا، (ⵔⵉⵖ ⴰⵜⵜⴰⴼⵖ)، والحال أن الجملة، إملائيا، تكتب بهذا النحو:

(ⵔⵉⵖ ⴰⴷ ⵜ ⴰⴼⵖ)، وهذا ناتج عن أن النطق يختلف عن المكتوب، كما هو الحال في سائر اللغات.

2. أخطاء في الترجمة والمعنى

    إلى جانب الأخطاء سالفة الذكر، يتم ارتكاب أخطاء في الترجمة والدلالة، وهذا سببه، بالدرجة الأولى، الخلط بين اللغة المعيارية واللغة العامية، ومن الأخطاء التي تُرتكب في هذا الصدد: - الخطأ في فهم بعض الكلمات: مثل اعتبار أن كلمة (ⴰⵎⴰⵢⵏⵓ)، تعني )سعيد(، والحال أنها تعني (جديد). - اعتماد كلمات غير أمازيغية: وهذا نتاجه، كما سبق، الخلط بين اللغة المعيارية واللغة العامية التي تخللتها كلمات أجنبية كثيرة. - اعتماد كلمات مُمَزَّغة: والمراد بالتَّمزيغ، هنا، أن الكلمة هي، في الأصل، غير أمازيغية، لكنها وضعت في قالب أمازيغي؛ مثل كلمة (ⴷⴷⵓⵏⵉⵢⵜ)، التي يستعملها البعض كمرادف لكلمة (العَالَم)، والحقيقة أنها تمزيغ لكلمة (الدنيا). والتَّمزيغ ضروري في حال لم يتوفر مرادف صرف في اللغة الأمازيغية. - الترجمة الحرفية:     ومن أمثلتها، الخطأ في ترجمة النكرة في اللغة الأمازيغية؛ إذ تكتب الكلمات النكرات بدونها، وعلامة النكرة في اللغة الأمازيغية هي كلمتي (ⵢⴰⵏ) للمذكر، و(ⵢⴰⵜ) للمؤنث... وفي الختام، ليس القصد من هذا الكلام كله توبيخ من يبادرون إلى الكتابة بتيفيناغ، فهو، كما سبقت الإشارة إلى ذلك، أمر حسن ومطلوب، وإنما القصد هو تحسين الكتابة وفق القواعد المعروفة.



رشيد أدومــز – طالب باحث









تعليقات