شجرة أركان: إرث أمازيغي يحتفي به العالم في 10 ماي
في قلب جبال سوس المغربية، حيث تعانق قمم الأشجار عنان السماء، تقف شجرة الأركان شامخة كحارسة للتراث والإرث الأمازيغي. ومنذ أن أعلنت الأمم المتحدة يوم 10 مايو يوماً عالمياً لشجرة الأركان سنة 2021، أصبح هذا التاريخ موعدًا عالميًا للاحتفاء بهذه الشجرة المعجزة.
10 ماي: يوم تكريم عالمي
يصادف العاشر من ماي من كل عام ذكرى اعتماد القرار الأممي الذي يكرس مكانة شجرة الأركان كتراث إنساني لا مادي. في هذا اليوم، تتجه أنظار العالم نحو المغرب حيث تُنظَّم فعاليات تُسلّط الضوء على:
- القيمة البيئية الفريدة لهذه الشجرة المقاومة للجفاف
- البعد الثقافي المرتبط بالممارسات التقليدية الأمازيغية
- الجهود المبذولة لحماية هذا الموروث الطبيعي الفريد
جدير بالذكر أن نظام الأركان البيئي صُنّف كموروث عالمي من طرف منظمة اليونسكو سنة 2014، مما يعزز مكانته العالمية البيئية والثقافية.
القرار الأممي A/RES/75/262
اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 3 مارس 2021 القرار رقم A/RES/75/262 الذي يعلن 10 ماي من كل عام يومًا دوليًا لشجرة الأركان، وقد جاء في ديباجته:
"إذ تسلّم بالدور الثقافي والاقتصادي والاجتماعي والبيئي لشجرة الأركان،
وإذ تشير إلى تصنيفها كتراث ثقافي غير مادي من قبل اليونسكو،
وإذ تدرك أهمية تعزيز التنمية المستدامة للمناطق المنتجة للأركان..."
أبرز بنود القرار:
- التأكيد على دور شجرة الأركان في تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030
- الدعوة إلى حماية النظام الإيكولوجي الفريد للأركان
- التشجيع على نقل المعارف التقليدية للأمازيغيات
- الاعتراف بدور المغرب في الحفاظ على هذا التراث الإنساني
جذور عميقة في الثقافة الأمازيغية
منذ قرون طويلة، أدرك الأمازيغ قيمة شجرة الأركان، فنسجوا حولها حكايات وأساطير تروي كيف أصبحت هذه الشجرة "مصدر الحياة".
حكايات من قلب التعاونيات النسائية
في صباح العاشر من مايو من كل عام، تبدأ النساء الأمازيغيات يومهن بشكل مختلف. تقول فاطمة، إحدى عضوات تعاونية نسائية:
هذه التعاونيات النسائية ليست فقط فضاءات إنتاج زيت الأركان ومنتجاته الطبيعية، بل هي أيضًا مراكز لحفظ المعرفة التقليدية الأمازيغية وتعزيز دور المرأة في التنمية المحلية.
تحديات الحاضر وآفاق المستقبل
رغم الاعتراف العالمي، لا تزال شجرة الأركان تواجه تحديات جمّة. ويأتي الاحتفال باليوم العالمي كشاهد ودعوة لتذكير العالم بضرورة:
- حماية الغابات من التصحر والتدهور البيئي
- دعم التعاونيات النسائية والاقتصاد التضامني المرتبط بالشجرة
- الحفاظ على المعارف التقليدية والممارسات المستدامة المرتبطة بالأركان
عندما نحتفي في العاشر من ماي بشجرة ⴰⵔⴳⴰⵏ أركان، نحن لا نحتفي بشجرة فقط، بل بحضارة كاملة صنعتها أنامل الأمازيغيات عبر القرون.
إنها ليست مجرد نبات، بل هوية، حضارة، وهديتنا اليوم للعالم أجمع.
📜 إعداد: ذ.جامع ساكني
ⴼⵍ ⵜⴰⵏⵏⴰⵢⵜ ⵏⵏⴽ/ⵏⵏⵎ ⴷⵖⵉ
أترك تعليقك هنا